مهارات
المكتبي في التنشيط الثقافي بالمكتبات العامة
شباحـــــــــــــي
مهـــــــــــــدي أستاذ مساعـــــــــــد قســــم "أ"
جامعــــــــــة
الجيلالـــــــــي بونعامــــــة بخميس مليانــــــة
المستخلص:
الهدف من هذا المقال هو التعريف بموضوع التنشيط
الثقافي في المكتبات العامة، تم التطرق فيه إلى مفهوم التنشيط الثقافي وخصائصه، وأنواع
النشاطات الثقافية التي يمكن إقامتها في المكتبات العامة، وهو بذلك موجه إلى كل
القائمين على قطاع الثقافة والمكتبات العامة، وعلى وجه الخصوص المكتبيين العاملين
بها، فقد ركز في على المهارات الواجب توفرها في المكتبي إذا ما أراد إنجاح هذه
النشاطات المقامة في المكتبات العامة، وهي عبارة عن مهارات متنوعة وعديدة مابين
الشخصية كحب المهنة والثقة في النفس والكاريزما القيادية... ومنها ما هو عملي مثل
التخطيط الإستراتيجي، والثقافة الواسعة، المرونة والسرعة في التكيف، اليقظة، والقدرة
على ربط العلاقات العامة...، في الأخير تم الحديث عن أثر النشاطات الثقافية
وإنعكاساتها الايجابية على مختلف الأفراد والفئات والمجتمع.
مقدمة:
دور المكتبات في المجتمع كبير جدا ومتنوع،
فهي اليوم لم تعد مجرد خزانة للكتب، تقوم بإعارتها لمن يطلبها، بل هي مطالبة
بتحقيق العديد من الأهداف في المجال الاجتماعي، والاقتصادي، الترفيهي، الثقافي،
والتربوي...، فقد أطلق عليها في وثائق القمة العالمية لمجتمع المعلومات إسم
"مؤسسات ذاكرة المجتمعات" فهي تعتبر مستودع للمعرفة المتراكمة، ومطالبة
بتحمل مسؤولية إجتماعية بالمساهمة في تطوير المجتمع وحياة الأفراد، من خلال تناول المشكلات
التي تمس المجتمع، ومحاولة إيجاد الحلول لها على إعتبارها مركز للذاكرة الإنسانية
والثقافة وحضارة المجتمع[1]، كما جاء
في بيان اليونسكو الخاص بالمكتبات العامة على أنها عبارة عن مفتاح للمعرفة على
المستوى المحلي، فهي أداة مهمة للتعليم المستمر، والاستقلالية في إتخاذ القرارات،
والتنمية الثقافية للأفراد والجماعات الاجتماعية، ومن مهامها الأساسية: الإعلام،
محو الأمية، التعليم والثقافة، وتهدف إلى المساهمة في التعريف بالإرث الثقافي،
والحفاظ على التقاليد الشفهية، وتشجيع الحوار مابين الثقافات وحماية التنوع
الثقافي[2]،
وبالتالي أهداف المكتبات العامة كثيرة ومتنوعة، ومسؤوليتها كبيرة، يعتبر الجانب
الثقافي جزء منها.
المكتبة العامة في سعيها لتحقيق كل أهدافها عليها جذب أكبر قدر ممكن من
المستفيدين من خدماتها المختلفة، خاصة وأنها حادمة لكل فئات المجتمع دون إستثناء، ونظرا
لإفرازات التطورات الحاصلة في عصرنا الحالي على جميع المستويات وفي مختلف
المجالات، عرفت المكتبات على إختلاف أنواعها العديد من التغييرات الجذرية التي مست
جوهرها، فدخل في الخط العديد من المنافسين لها، وهذا ما جعل عملية إستقطاب وجذب
الرواد إليها صعب جدا، مما حتم عليها إتخاذ العديد من التدابير والإجراءات الهامة،
وإعداد الاستراتيجيات الملائمة لضمان بقائها، ولعل أكبر وأهم إستثمار يضمن
للمكتبات العامة إستمراريتها ووجودها، ويسمح لها بالحفاظ على روادها وجذب مشتركين
جدد للاستفادة منها، هو تنظيم النشاطات الثقافية التي تعتبر عامل جذب وإستقطاب قوي
لمختلف فئات المجتمع.
تنظيم النشاطات الثقافية أو ما يعرف
بالتنشيط الثقافي أصبح الآن من بين الضروريات الأساسية في المكتبات العامة، وحتمية
لا مفر منها، فكثيرا ما نقرأ أو نسمع عن تنظيم نشاط ما من قبل مكتبة من المكتبات،
وبالتالي أصبح التنشيط الثقافي شيء ملازم للعمل المكتبي، إلا أن نجاح أي نشاط أو
خدمة مها كانت طبيعتهما يستلزم مجموعة من المتطلبات والإمكانيات، المادية منها وخاصة
البشرية... من هنا يبرز دور المكتبي الذي يعتبر عنصر أو مكون من مكونات المكتبات
العامة كفاعل رئيسي من أجل إنجاح التنشيط الثقافي داخلها، فهو المحرك الأساسي لأي
عملية أو إستثمار بداخلها، وهو منوط به العديد من المهام والأهداف والمسؤوليات من
أجل تحقيقها، كما تواجهه الكثير من التحديات في سبيل ذلك، وهذا ما يحتم عليه إكتساب
العديد من المهارات والكفاءات والخبرات التي تساعده على قيادة المكتبة إلى تحقيق
أهدافها، وإنجاح النشاطات الثقافية المنظمة من قبلها، فلا بد من التعرف على أهم المكونات والدوافع التي تساعد
على وجود مكتبي يسهم في تفعيل وإنجاح الحركة الثقافية والتنشيط الثقافي في
المكتبات العامة.
من
هنا نطرح التساؤلات التالية:
-
ما هي النشاطات الثقافية المنظمة من قبل المكتبات العامة ؟
-
ما هي المهارات الواجب توفرها في المكتبي من أجل إنجاح هذه النشاطات ؟
-
ما هو الأثر الذي قد تتركه النشاطات الثقافية المنظمة من قبل هذه المكتبات ؟
أولا:
التنشيط الثقافي في المكتبات العامة:
1: مفهوم التنشيط
الثقافي:
التنشيط الثقافي ما هو إلا طريقة لمنح
الحياة وإحياء حركية المكتبات في مجالات الإعلام والتعليم، الثقافة، الترفيه،
التكوين الفكري، حفظ وتنمية المجموعات والخدمات، والتوعية بأهمية الكتاب والوثائق
الأخرى في حياة كل فرد؛ كما أنه أداة لعرض كل الآراء السياسية والدينية
والاجتماعية للمواطنين دون تفضيل فئة على أخرى[3]، وقد
أوصت هيئة اليونسكو بوجوب التنشيط الثقافي، كما دعا الاتحاد الدولي للمكتبات
ومؤسساتها IFLA
في الكثير من المناسبات والمعايير الصادرة عنه -على غرار المعايير الخاصة باستقبال
المراهقين- المكتبة إلى أن تفتح أبوابها للجميع واحترام الحاجيات الثقافية لكل
شخص، بما فيها الحاجيات الثقافية التي تتعلق بالعادات الثقافية (الشفهية أو
المرئية) ومن بين النشاطات التي دعا إلى توفيرها لهم حصص إعلامية متعددة المواضيع
في الصحة، التشغيل، المستجدات[4]...
يمكننا القول أن التنشيط الثقافي هو عبارة
عن مجموعة من العمليات أو التقنيات والمهارات التي يتم من خلالها إقامة وتنظيم
نشطات وأعمال وفعاليات ذات أبعاد ثقافية هادفة، موجهة نحو فئة مستهدفة ومحددة
بدقة.
2: خصائص النشاطات
الثقافية:
النشاطات الثقافية لها العديد من الخصائص
والمميزات التي يجب مراعاتها عند تنظيمها في أي مكتبة:
- إختيار جيد ودقيق
لنوعية الرسائل والخدمات الثقافية المقترحة على الجمهور والمراد إيصالها له من
خلال تدخل المتخصصين والمهنيين.
- دورية:
دائما ما تكون في المناسبات وليست دائمة بالمقارنة مع بقية الخدمات الموجهة
للجمهور.
- متنوعة:
من أجل تحقيق الأهداف الثقافية، والإعلامية، والتربوية ولجذب أكبر عدد ممكن من
الجمهور بما فيهم الأميين.
- التكيف والتفاعل:
طبيعتها المناسباتية يحتم عليها التفاعل مع الأحداث والتكيف السريع مع المستجدات،
مثل تطور التركيبة الاجتماعية للسكان، أو الثقافية واللغوية للجمهور الذي تخدمه
المكتبة.
- النشاطات تعتبر جد
حساسة وغير مضمونة النجاح.
3: أنواع النشاطات الثقافية:
نشاطات المكتبات العامة عديدة ومتنوعة، يمكن
تقسيمها على حسب الهدف المراد تحقيقه، أو حسب الجمهور المستهدف، أو حسب الفئات
العمرية: أطفال، مراهقين، بالغين، كبار السن، أو حسب الفئات الخاصة: تلاميذ
المدارس، باحثين، ذوي الاحتياجات الخاصة، الأقليات العرقية أو اللغوية، عمال، أو
حسب الأوعية المستعملة: كتب، أفلام، رسوم متحركة، أشرطة سمعية[6] وهي
تتمثل في:
1:3: الأبواب المفتوحة:
من المهم تنظيم أبواب مفتوحة على المكتبة يسمح فيها للجمهور بزيارة العديد من
الأماكن التي لا يسمح أو لم يسبق لرواد المكتبة بزيارتها، وهذا ما يسمح لهم
باكتشاف المكتبة.
2:3: المسابقات: هي
نشاطات سهلة ولكنها جد محفزة لجمهور المكتبة، المسابقة ممكن أن توجه للجمهور
المشترك في المكتبة، أو فئات خاصة أو عامة، يمكن أن تكون مسابقات في الإملاء،
التصوير...
3:3: ساعة القصة:
يجب على الراوي أن يحسن القراءة وكيفية سرد القصة والتفاعل معها حتى يضع القارئ في
جو الأحداث التي تدور حولها القصة.
4:3: عرض الكتب:
الكثير من المؤلفين أو
الكتب الهامة غير معروفة لدى الجمهور، فالقراء دائما يبحثون عن مؤلفات أو في
مواضيع هم على علم بها أو صادفوها من خلال مسارهم الدراسي، أو في الجرائد أو
الإذاعة، وهذا ما يجعل أغلب الأشخاص يبحثون عن نفس الكتب في نفس الوقت، في مقابل
ذلك يوجد العديد من الكتب المهمة والقيمة التي تبقى على الرفوف. على المكتبي تحفيز
المشتركين على التنويع في مطالعاتهم ولذلك يجب تقريب الكتاب من الجمهور من أجل جذب
إنتباهه للتنوع الوثائقي، وهنا على المكتبي أن يكون على علم ودراية بأرصدة المكتبة،
كما يمكن تنشيط بعض النشاطات على غرار "نحن نختار لكم هذا الأسبوع" أو
"المكتبي يقرأ لكم" وهذا ما يسمح بتدوير جيد لمجمل أرصدة المكتبة،
والتذكير بالعناوين التي تم نسيانهان أو التي قد لا يصادفها القراء لسبب من
الأسباب خاصة في الرفوف المفتوحة قد تكون في رف منخفض أو مرتفع لا يتراء لهم.
5:3: ملتقيات للحوار
والنقاش في مواضيع الساعة: من خلال دعوة مختصين في
الموضوع ومنشط للحدث يستطيع التحكم في المجموعة.
6:3: النوادي:
من المهم توظيف الجمهور
وتفعيله مع المكتبة ليصبح شريكا لها وليس مجرد زبون، وهذا في إطار قانوني ومنظم،
من خلال النوادي التي من خلالها يساهم الجمهور في تحقيق أهداف المكتبة، كما يسمح
لهم النادي بإطلاق العنان لمختلف المواهب. النوادي تتنوع حسب طبيعة الأهداف أو
المشتركين على غرار: نادي القراء الأطفال والبالغين، نادي قدماء مشتركي المكتبة،
نادي الأطفال، نادي المرأة، النادي العلمي، نادي الألعاب والترفيه (نشاطات
ترفيهية، تثقيفية، رياضية: كلمات متقاطعة، الشطرنج...) مسابقات...
7:3: الألعاب: من
المهم توفير ألعاب ترفيهية في المكتبة لمختلف الأعمار.
8:3: الشراكة مع المدرسة:
من خلال تنظيم زيارات ميدانية للمكتبة حسب الأقسام.
9:3: رحلة حول العالم:
الطلب من الرواد قراءة كتب من المكتبة حول القارات، وتقديم عرض على مجموعة مشتركين
بلد ما، أو قارة ما بالتعريف بها وبخصوصياتها
من سكان وتضاريس...
10:3: تحدي البحث
السريع:
في مدة زمنية قصيرة، 30
دقيقة، على مجموعات من القراء البحث عن معلومات سريعة، والإجابات عن أسئلة محددة،
والفريق الفائز من يجيب عن أكبر عدد ممكن من الأسئلة إنطلاقا من رصيد المكتبة فقط.
11:3: تحدي القراءة:
من خلال المنافسة بين
فريقين من يقرأ أكبر عدد ممكن من الكتب المشتركة، وكل فوج يحضر أسئلة للفريق الآخر
لمعرفة مدى تقدمه في القراءة، والأسئلة تكون حول الكتب المقروءة[7]
12:3:
ورشات الكتابة والقراءة:
ورشة
الكتابة عبارة عن مكان يجتمع فيه عدد من الأشخاص لتعلم الكتابة، وتسمح لهم من
الانتقال من مرحلة أن يكونوا أشخاص مستهلكين (قراء) إلى وضعية منتجين (كتاب أو
مؤلفين). يستجيب هذا النوع من الورشات إلى رغبات التعبير، أو حب ترك أثر للشخص
الذي يكتب، وتسمح بالتآلف أو التعود على الكتاب والكتابة[8].
إقامة ورشات للكتابة في المكتبات العامة يتم من خلال تنظيم دورات ينشطها المكتبي
أو أي شخص آخر مختص مع مجموعة من المشتركين يكلفهم بقراءة مجموعة معينة من الكتب
يحددها لهم، من ثم يقوم كل شخص بالكتابة حول ما قام بقراءته، ثم عرض ما كتبه على
المشتركين والنقاش والتحاور علانية أمام الجميع، ويكون ذلك بالتداول مع المشتركين،
أما ورشات القراءة فلها نفس مبدأ ورشات الكتابة، فهي عبارة عن مكان يجتمع فيه
مجموعة من القراء لكن ليس بهدف تعلم الكتابة وإنما الهدف هو تعلم القراءة والفهم
والإدراك، من خلال قراءة نص أو كتاب ما جماعيا، أو من خلال قراءة فرد واحد
بالتداول وبصوت مرتفع، وفي الأخير يتم التحاور والنقاش حول ما تم قراءته وتبادل
الآراء والمفاهيم والمعارف وغيرها من الخبرات.[9]
ثانيا:
مهارات التنشيط الثقافي:
المهارة "هي المعرفة بكيفية عمل الأشياء القيمة للمؤسسة، وتصبح
المهارات مع الزمن الطويل قدرات جوهرية للمؤسسة تعزز من خلال البرامج التدريبية
وتقويم الأداء"[10]، وقد
رأينا فيما سبق أن النشاطات المنظمة من قبل المكتبات
العامة ذات طبيعة متنوعة ومختلفة، كونها موجهة للعديد من الفئات والشرائح المختلفة
للجمهور المستعمل لها، وبالتالي فإن المكتبي في تعامله وتنظيمه لها سوف يتعامل مع
فئات عديدة ومختلفة لها الكثير من الخصوصيات والمميزات؛ وهذا تحد كبير بالنسبة له يحتم
عليه إمتلاك مهارات عديدة ومتنوعة من أجل إنجاح هذه النشاطات، كما يسمح له
بالإبداع والابتكار في الفعاليات من أجل تلبية حاجيات الجمهور والوصول إلى أكبر
عدد ممكن منه، فالمكتبي يلعب دورا مهما في تكوين الميول القرائية لدى الأفراد خاصة
الأطفال أو التلاميذ، وترشيدهم للقراءة الصحيحة أو الكتب المفيدة، وتدريبهم على
البحث عن المعلومات وتحصيلها عن طريق قراءتها، وذلك بعد تحديد حاجاتهم بدقة
بمفردهم من أجل تعزيز الثقة في النفس لديهم وزيادة قدراتهم ونشاطاتهم وجعل القراءة
مصدر راحة وفرح وسرور لديهم،[11]وهذا
ما يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، من هذه المهارات نذكر:
1: حب المهنة:
المكتبي هو بمثابة وسيط
ما بين الأعمال الثقافية والأشخاص، فيسمح للجماهير بالاندماج في الثقافة ويساعدهم
على إكتسابها[12]،
فمهنته النبيلة التي تسعى إلى الارتقاء بالمجتمع والنمو والتقدم الحضاري، لها أبعاد
بعيدة الأمد وعميقة في نفس: الوقت تربوية تعليمية تثقيفية... لذلك عليه أن يحب
مهنته أولا وقبل كل شيئ حتى يكون له الحافز والقدرة على الإبداع وإتقان كل ما يقوم
به، مما ينعكس إيجابا على نشاطاته وأعماله داخل وخارج المكتبة وعلى مردوده في
عمليات التنشيط الثقافي، فلا يمل أو يسأم من القيام بها وتنظيمها والسهر الطويل
على إنجاحها.
2: الايمان
بقدرة التنشيط الثقافي على التأثير في بيئة المكتبة، وأهميته من أجل التسويق لها
وزيادة عدد الرواد المستفيدين من خدماتها، وفي هذا الباب تقول الحكمة
"الاعتقاد بإمكانية الوصول إلى الهدف هو أول خطوة لبلوغه"[13]
3: الثقة في النفس:
من المهم جدا إتصاف
المكتبي ببعض من الصفات المهمة والضرورية جدا لنجاح أي عمل أو نشاط، تتمثل على
الخصوص في الثقة بالنفس، وتقدير الذات وعدم إستصغارها، هذه الصفة تجعل المكتبي
قادرا على الإبداع والمبادرة في إقتراح والتخطيط وتنظيم مختلف النشاطات الثقافية
داخل المكتبة، وتمنحه الجرأة على مواجهة الجمهور وفئات المستفيدين من المكتبة،
كذلك عامل الثقة في النفس مهم جدا من أجل التعامل مع السلطات المحلية الرسمية،
وغيرها من المؤسسات والهيئات الأخرى بغية كسب دعمهم المادي والمعنوي في سبيل إقامة
فعاليات ثقافية، وهذا يتطلب منه جرأة كبيرة وروح المبادرة وقودها الثقة في النفس.
4: الشخصية القيادية:
القيادة هي عبارة عن
عملية قيام القائد بتوجيه الأفراد، والتأثير على مشاعرهم، وسلوكهم، وأفكارهم،
عملية التأثير هذه تنقسم إلى نوعين: النوع الأول يعرف بالقيادة المباشرة وهي التي
تتم من خلال الإتصال الشخصي مابين القائد والأفراد الآخرين بفضل الأحاديث والتواصل
والتخاطب وغيرها من أشكال الاتصال المباشر، بينما النوع الثاني من التأثير فيكون
بطريقة غير مباشرة بواسطة أعمال القائد سواء كانت مؤلفات، رسومات، إختراعات، اإبتكارات...
وهي تعرف بالقيادة الذهنية أو القيادة غير المباشرة[14]،
والمكتبي في المكتبة العامة عليه التأثير على نوعين من الأفراد، الفئة الأولى
تتمثل في الجمهور المستعمل للمكتبة أي عليه التأثير في الرواد سواء كان هو طرف في
النشاطات الثقافية وفاعل فيها، أو مجرد منظم لها، من خلال شخصيته القوية وأساليبه
ومهاراته المختلفة في جذب الزوار، أو الفاعلين الثقافيين من مؤلفين وشخصيات بارزة
في المجتمع؛ أما الفئة الثانية فتتمثل في العاملين بالمكتبة الذين عليه التأثير
فيهم من أجل كسب ثقتهم وتحريك مشاعرهم وأحاسيسهم وتوجيه إنفعالاتهم وتوحيد جهودهم
في صالح إنجاح التنشيط الثقافي، فقد "سئل نابوليون: كيف إستطعت أن تمنح الثقة
في أفراد جيشك ؟ فقال: كنت أرد بثلاث: من قال: لا أقدر، قلت له: حاول، ومن قال: لا
أعرف، قلت له: تعلم، ومن قال: مستحيل، قلت له: جرب"[15].
فنابوليون كان ملك وبالتالي كان يستطيع أن يأمرهم بتنفيذ ما يطلبه دون نقاش لكنه إختار
أن يكون قائدا جماعيا وليس متسلطا بإكتساب ثقة وود جيشه، وكذلك المكتبي عليه أن
يفعل، بأن تكون له مهارة التأثير على الآخرين وقوة الإقناع والعمل بروح الجماعة في
سبيل تفعيل التنشيط الثقافي.
5: التعلم الذاتي
المستمر:
على المكتبي ألا يكتفي
بما يحصله من معارف ومهارات وتقنيات في إطار التكوين أو التعليم الرسمي الأكاديمي
داخل الجامعة، فالأحداث تتسارع والعلوم تتطور، لذلك عليه أن يضمن تجديد معلوماته
وأفكاره، وهذا ما يفرض عليه التعليم المستمر الذي يكون بواسطة التعليم الذاتي سواء
من خلال القراءة والمطالعة أو حضور ملتقيات وغيرها، خاصة في مجال التنشيط الثقافي
من أجل مسايرته كل التطورات الحاصلة في هذا المجال، ومعرفته لكل التقنيات الجديدة
المتعلقة بتنظيم النشاطات الثقافية داخل المكتبات، وتقنييات تقييمها وتسييرها،
كذلك يسمح له التعليم المستمر بالبقاء على إتصال دائم ببيئته الرقمية منها أو
التقليدية، تجعله على دراية بكل مستجداتها وبالتالي يستطيع إقتراح مواضيع أو
نشاطات تتوافق وهذه الأحداث والمستجدات الحاصلة، مما يجعل فعاليات المكتبة تمس
البيئة المحيطة بها وليس في معزل عنها.
6: الثقافة الواسعة:
من المهم جدا أن تكون
للمكتبي صفة الإنفتاح على الثقافات الواسعة ومختلف العلوم والتخصصات، وعلى وجه
الخصوص المكتبي العامل بالمكتبات العامة التي من خصوصياتها أن جمهورها من الرواد
يشمل كل فئات المجتمع، وهذا تحد كبير بالنسبة له، إذ عليه أن ينظم نشاطات في
مواضيع متنوعة، لتمس فئات مختلفة، وذلك حتى يستطيع تحقيق أحد أهم مبادئ المكتبات
العامة وهو العدل والمساواة بين جميع الأفراد، التي أوصت بها هيئة اليونسكو من
خلال بيانها العام حول المكتبات العامة[16]، كما
أوصى بها القانون الأساسي الخاص بالمكتبات العامة في الجزائر والتي تعرف بالمكتبات
الرئيسية للمطالعة العمومية، أين القانون الأساسي الخاص بهذه المكتبات نص في مادته
السادسة التي تحدد مهامها التي من بينها "تنظيم أنشطة ثقافية حول
الكتاب" وقد أوصى في مادته الثانية على أنه: عليها "التوجه لجميع فئات
الجمهور"[17]،
وبالتالي المكتبي مطالب بتنظيم نشاطات ثقافية لكافة فئات المجتمع دون إستثناء وفقا
للقانون المنظم لهذا النوع من المكتبات، لذلك صفة الثقافة الواسعة أو التفتح على
مختلف الثقافات تساعده كثيرة في ذلك.
7: التخطيط الاستراتيجي:
يعتبر التخطيط عملية
مهمة جدا في أي مكتبة، يقوم على تحديد أهدافها ورسم الطريق للوصول إلى تحقيقها، مع
تحديد كل الامكانيات التي تسهل ذلك، وتوقع المستجدات والصعوبات الداخلية منها أو
الخارجية[18]؛ أما
الإستراتيجية فيرى البعض أنها خطة بعيدة المدى أو أنها عبارة عن إمتداد للسياسة أو
الخطة السنوية إلا أنها طويلة الأمد[19]؛
وبما أن ثمرات التنشيط الثقافي لا تجنى بسرعة، ونتائجه قد لا تظهر إلا بعد أجيال
وسنوات طويلة، هذا الأمر يحتم على المكتبي أن يتمتع بمهارة رسم الخطط الاستراتيجية
بعيدة الأهداف، تمكنه من إتخاذ قرارات إستراتيجية فعالة ومناسبة، فالقرارات الإستراتيجية
تتميز بالثبات فهي تدوم لمدة طويلة ولا تتغير[20]، من
هنا على المكتبي التمتع بمهارات التفكير والتخطيط الاستراتيجي إذا ما أراد أن يسهم
في الحركية الثقافية والفكرية التنموية للمجتمع الذي ينتمي إليه.
8: التفاعل مع الجمهور:
التعرف على البيئة مهم
جدا بالنسبة لأي مؤسسة مهما كانت طبيعة عملها، أو أهدافها المراد بلوغها، والبيئة
الخارجية للمكتبات العامة تتمثل بالدرجة الأولى في الجمهور المستعمل لها، لذلك لا
يمكن وضع أي خطة إستراتيجية لأي تنشيط ثقافي من دون المرور على تحديد خصوصيات
وطبيعة ومميزات هذا الجمهور والتعرف عليه جيدا، من المهارات الشخصية الملائمة في
هذه الحالة بالنسبة للمكتبي هي دقة الملاحظة، والقدرة على الاندماج والتفاعل مع
الأفراد لاكتساب ثقتهم ومعرفة حاجياتهم العميقة، وبناءا على ذلك يمكن للمكتبي
التخطيط للنشاطات الثقافية التي تراعي خصوصياتهم ومتطلباتهم. إن النشاطات الجيدة
والناجحة والفعالة هي النشاطات التي تحضر وفقا لتحديد جيد للجمهور المستهدف
(متمدرسين، مراهقين، نساء...) لذلك في هذه الحالة يجب تجنب ملأ القاعات من مختلف
الفئات العمرية من أجل حشد كبير للجمهور، فمن المهم تحديد نوع الجمهور المستهدف[21] ولو
كان قليل، من أجل ضمان وصول الرسالة وتحقيق الأثر الفعلي لها، وهذا يستلزم تعامل
وتفاعل المكتبي مع الجمهور، والاندماج فيه، لقراءة شعوره وردة فعله من النشاطات
الموجهة إليه.
9:
العلاقات العامة:
تعامل
المكتبي مع الرواد وسلوكه وطريقة تصرفه معهم تدخل بشكل شعوري أو لا شعوري في تكوين
رأيهم عن المكتبة والمكتبيين عموما؛ فحسن الاستقبال والمعاملة الجيدة والأداء
الفعال هي أقوى أنواع العلاقات العامة التي تؤدي لرضا رواد المكتبة[22]، كما
لابد له من التمتع بالقدرة على إستيعاب والتعامل مع
الجمهور بمختلف فئاته: أطفال، ومراهقين، بالغين، كبار، السن، ذوي الاحتياجات
الخاصة، فالمكتبي بمثابة الواجهة الأولى للتعريف بالمكتبة وجذب الرواد إليها من
خلال تصرفاته وتعامله معهم، كما أن هذه العلاقات من شأنها أن تؤدي دور في حياة
الرواد بالتأثير عليهم بشكل إيجابي. من المهم جدا بالنسبة للمكتبي ربط العلاقات العامة مع البئية الخارجية من
رجال ومؤسسات الاعلام، وهذا من أجل الاستعانة بهم والتعاون معهم في التنشيط
الثقافي المحلي، ومع السلطات المحلية المختلفة من أجل كسب الدعم والتسهيلات
المادية والمعنوية لإقامة هذه النشاطات وضمان إستمراريتها، بالإضافة إلى ربط
علاقات مع المجتمع المدني من مؤسسات وجمعيات سياسية ثقافية خيرية صحية... للتعاون
والتشارك معهم في إقامة نشاطات ثقافية لمختلف فئات المجتمع والوصول إليهم. مهارات
العلاقات العامة تتطلب وجود العديد من الميزات في شخصية المكتبي مثل: اللباقة وحسن
الحديث، الثقافة الواسعة، الجرأة والاقدام، وروح المبادرة من أجل تمتين هذه
العلاقات وتطويرها. كما تستلزم مهارات إتصالية، سواء
كان إتصال رسمي أو غير رسمي. من المهم جدا أن تكون هناك علاقات عامة وإتصال وتنسيق
ما بين المكتبة وختلف الفاعلين الثقافيين في المنطقة، مثل: المكتبات على إختلاف
أنواعها، الجمعيات ثقافية، المؤسسات التعليمية والتربوية، وهذا من أجل توحيد
الجهود والتعاون على تفعيل التنشيط الثقافي، وضمان تكامل النشاطات الثقافية وإنسجامها
ونجاحها.
10:
اليقظة:
"اليقظة هي سيرورة معلوماتية يتم من خلالها البحث عن
المعلومات التي تتميز بالقدرة على التنبؤ بتطور النشاط، المعارف أو بيئة
معينة"[23] وهي
تتمثل في: مدى القدرة على رصد كل المتغيرات الحاصلة في البيئة المحيطة بالمؤسسة،
أو توقع حدوثها في المستقبل من أجل تحليلها وإتخاذ القرارات المناسبة للتعامل معها؛
والمكتبي من أجل ضمان نجاحه في التنشيط الثقافي لا يمكنه الإستغناء عن مهارة اليقظة
وهذا لعدة أسباب، أهمها أن النشاطات الثقافية تكون محددة الأهداف، وموجهة لفئة
معينة من المجتمع أو الجمهور لتحقيق أهداف المكتبة، ويعتبر الجمهور بمثابة بيئة
المكتبة وعلى المكتبي أن يكون يقظا باتجاهه (الجمهور) ورصد كل تحركاته والمتغيرات
التي قد تطرأ عليه ليتمكن من موائمة نشاطات المكتبة الثقافية وتكييفها وفق حاجياته
وميولاته وإهتماماته المتغيرة، حتى تلقى صدى ووقع إيجابي لديه.
11:
المرونة وسرعة التكيف:
قبل أو أثناء تنفيذ
برامج التنشيط الثقافي، قد تحدث العديد من التطورات والمستجدات غير المتوقعة، أو
غير المرسومة في الخطة، وبالتالي من الممكن لها أن تعيق أو تعرقل السير الحسن
للنشاطات الثقافية المنظمة، ولهذا من المهم جدا أن يكون للمكتبي مهارة التعامل مع
المستجدات وسرعة البديهة من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمعالجة المشاكل الطارئة،
في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان، وهذا من خلال تميزه بمرونة كبيرة وسرعة فائقة
في التعامل مع كل الوضعيات والحلات، والتكيف السريع معها؛ على هذا الأساس على
المكتبي أن تكون له قدرة التحمل والصبر، فهو القائد والمسير والمنظم للنشاطات
الثقافية والمعني الأول بنجاحها، فيجب أن لا يدخر أي جهد في سبيل ذلك، "ولقد
قال جينكيز خان: الرئيس الذي لا يتعب غير أهل للقيادة"[24] مما
يعني أنه يجب أن يتحمل كل الأعباء في سبيل تنظيم ونجاح هذه النشاطات الثقافية، وأن
لا يغفل عن أي كبيرة أو صغيرة قبل، أثناء، وبعد إقامتها.
12: رزنامة التنشيط
الثقافي:
من الضروري على المكتبي
وضع رزنامة مضبوطة لمشاريع النشاطات الثقافية والأهداف المراد الوصول إليها،
والآجال المحددة لها، مع إختيار الوقت المناسب والمدة كذلك، بالتحقق من عدم وجود أي
نشاطات منافسة مهما كان نوعها قد تستقطب الجمهور في نفس الفترة؛ كما أن إحترام
الآجال المحددة مهم جدا لنجاح أي نشاط فلا يحدث أي تأخير فيه، وحتى يكون التحضير
جيدا، على المكتبي أن يمنح لنفسه الوقت الكافي لإعداد وتنظيم أي نشاط، مع تخصيص
وترك وقت إضافي للمتغيرات المستقبلية والأحداث غير المتوقعة، وهذا حتى يستطيع الإستعداد
له بكل أريحية، لذلك فإنه من المهم جدا في هذه الحالة وضع ميثاق النشاطات الثقافية
أو أي وثيقة تحدد الأهداف والمهام ومتطلبات النشاط الثقافي[25] يمكن
لأي مكتبي يأتي فيما بعد إتباعها ومواصلة السير على نفس الخطوات والسياسات الخاصة
بإستراتيجية المكتبة في التنشيط الثقافي.
13:يجاد الحلول وإالبدائل:
لا يمكن للمكتبي إذا ما
أراد إنجاح برامجه الثقافية من التمتع بمهارات إعداد البدائل لمواجهة كل المستجدات
غير المتوقعة؛ لذلك من المهم جدا بالنسبة له أن يحضر مسبقا البدائل لكل النشاطات،
وهذا في حالة تعذر إقامة نشاط ما لسبب من الأسباب غير المتوقعة، فيكون له سياسة
واضحة ومتفق عليها ومحددة في إستراتيجيات التنشيط الثقافي وذلك حتى يكون على إستعداد
لأي طارئ وإيجاد الحل المناسب له، فمثلا في حالة غياب منشط التظاهرة أو اللقاء من
المدعوين من كتاب أو مؤلفين، وغيرهم من الشخصيات، على المكتبي توقع ذلك وأخذ الإحتياطات
اللازمة والحلول المثلى من خلال إعداد بدائل تكون متوافقة ومناسبة لطبيعة الحدث أو
النشاط المقام، وهذا لتفادي خيبة أمل المدعويين، بتوفير لهم نشاط بديل وضمان إستمرارية
التنشيط الثقافي ورضا الجمهور وكسب وفائه.
14: التسويق:
المهارات التسويقية عامل
مهم جدا لنجاح أي نشاط مهما كان نوعه، إقتصادي، أو خدماتي، أو ثقافي، فقد تكون كل
الأمور والإستعدادات مضبوطة، والبرامج جيدة، والنشاطات ممتازة، لكن إن لم يتم
التسويق لهذه النشاطات وإعلام الجمهور بها، أو إن لم يتم تحفيزه وجذبه للإستفادة
منها، فقد يجد المكتبي نفسه يقيم هذه النشاطات فقط للعاملين بالمكتبة، في غياب تام
للجمهور المستهدف منها. لقد عرف التسويق قفزة كبيرة جدا خاصة بعد التطورات
التكنولوجية الحديثة في وسائل الإتصال والإعلام، وظهور تقنيات وتطبيقات الواب من
خلال ما يعرف بالتسويق الإلكتروني، لهذا على المكتبي التحكم في مهارات التسويق
بشقيه التقليدي والالكتروني، وتوظيفه لحسن الترويج للنشاطات الثقافية المقامة داخل
المكتبة، لضمان أن تصل وتمس هذه النشاطات أكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف.
15: سير النشاطات
الثقافية:
وجود المكتبي المشرف
على تنظيم النشاطات الثقافية أثناء إقامتها ضروري جدا وهذا حتى يتأكد بنفسه على
السير الحسن لها، وأن كل الأمور مضبوطة وفي أماكنها، أو للتدخل في الحلات الخاصة
والتعامل معها، كما عليه أن يقوم بنفسه بإستقبال المدعويين لأن هذا يعطي إنطباع
حسن لديهم، ويرفع من معنوياتهم ويأثر إيجابا على كيفية تقديم النشاطات وعرضها.
16: تقويم النشاطات
الثقافية:
يمكن تقويم النشاطات
الثقافية المقامة والمنظمة من طرف المكتبة من عدة جوانب مثل: التغطية العلمية
للموضوع المتطرق له، الظروف التي يمر بها النشاط، الإبداعات، عدد الحضور، سبر
الآراء ومدى الرضا، التحقيق أو الملاحظة، عدد الفئات العمرية التي مسها النشاط، أو
الفئات الإجتماعية والمهنية، السكان، الجمهور الجديد، أدوات الإتصال، عدد العروض
والبرامج المنشورة، الصحافة والإستشهاد بالحدث[26]، ومن
خلال الإحصاء والمقارنة بين السنوات، من أجل معرفة نسبة الزيادة أو الانخفاض في
معدلات القراءة، أو الإشتراك، أو الحضور للفعاليات، وبالتالي معرفة الأسباب
والمشاكل لحلها، أو معرفة نقاط القوة لدعمها. من بين تقنيات تقويم التنشيط الثقافي
هناك من يستعمل جدول القيادة (لوحة القيادة) والذي سمح بمعرفة مدى تطور وتقدم
نشاطات المكتبة، كما يسمح بمراقبة عامة للمكتبة[27]
مثلما يوضحه الجول التالي:
السنوات
|
عدد المداخلات
|
التنوع الموضوعي
للمداخلات
|
عدد الجمهور
المستهدف
|
عدد الحضور
|
إنطباعات
الجمهور
|
نوع الفئات
المستهدفة من المداخلات
|
عدد الحضور من
الفئات المستهدفة
|
عدد الأسئلة
المطروحة من طرف الجمهور
|
الأهداف المسطرة
|
عدد الأهداف
المحققة
|
قيمة الميزانية
|
قيمة النفقات
|
|
2016
|
النشاط رقم 01
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
النشاط رقم 02
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
النشاط رقم 3
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
2017
|
النشاط رقم 01
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
النشاط رقم 02
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
النشاط رقم 3
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
النشاط رقم 04
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الجدول
رقم 01: نموذج مقترح لجدول قيادة (لوحة قيادة)
لتقييم النشاطات الثقافية في المكتبات العامة
الجدول السابق يمكن من
خلاله تقويم النشاطات الثقافية لعدة مكتبات في نفس الوقت إذا ما غيرنا السنوات أو
أرقام النشاطات بأسماء المكتبات، كذلك يمكن تخصيص لوحة أو جدول قيادة خاص بنشاط
معين دون غيره نظرا لاختلاف طبيعة النشاطات الثقافية، والجدول السابق هو عبارة عن
نموذج أولي مقترح خاص بتقويم اللقاءات العلمية والثقافية الموجهة لجمهور معين أو
فئات محددة، وقد تمت الاستعانة في إعداده بجدول قيادة تم الاطلاع عليه في إحدى
المداخلات لـ: Jacquet
Amandine
[28]
ثالثا: أثر النشاطات
الثقافية:
"
لكل إنسان وجود وأثر، ووجوده لا يعني عن أثره، ولكن أثره يدل على قيمة وجوده"[29] وكذلك
الأمر بالنسبة للمكتبة العامة فهي مؤسسة لها وجود، ووجودها
هذا لابد أن يكون له أثر لتثبت أهميتها ومكانتها في المجتمع. إن الخدمات المقدمة
من طرف المكتبة تعود نتائجها على المجتمع ككل من خلال أخلقته وتثقيف أفراده، بنشر
الوعي والعلم والتربية في أوساطه، وهي كلها عوائد جد مهمة من أجل سير، وتطور،
وتنمية مستدامة للمجتمعات والأفراد؛ من هذا الباب فإن التنشيط الثقافي في المكتبات
العامة يعتبر من بين أهم الوسائل التي تساعدها على تحقيق ذلك وهو بذلك وظيفة إجبارية
وضرورية وليس ثانوية أو إختيارية[30]
فالنشاطات الثقافية تعتبر بمثابة فرصة من أجل إعادة إحياء وتنشيط من جديد
المواضيع، الشخصيات... وإعلام الرواد بوجودها، ويمكنهم إيجادها بالمكتبة، وأنها
تشكل رأس مال فكري مهم، والتعريف بالرصيد والمصادر المتاحة بها، كما تعتبر فرصة
للبحث الجماعي أو المشترك مما يقدم معلومات للمشتركين حول كيفية وإستراتيجية البحث
والقراءة (ماذا أقرأ، كيف أقرأ، كيف أبحث...) وكيفية التعبير[31] مما
يساعدها على كسب وجلب جمهور جديد، أو التفاعل مع الجمهور الخاص أو الفئات الخاصة
على غرار الأطفال، ذوي الإحتياجات الخاصة، الطلاب، المراهقين، في المستشفيات،
المسجونين...[32]
ومساعدة السكان على توسعة وتعميق معارفهم[33] كما
أن تنظيم النشاطات يزيد من الوعي بالهوية الوطنية، وإحترام مختلف الثقافات والقيم
من خلال مساهمتها في الحوار بين الحضارات، وهذا يتم بفضل تنظيم عدة نشاطات تدعم
ذلك على غرار المحاضرات، والندوات، والدورات التدريبية[34]، كما
تعتبر معارض الكتب أهم وسيلة للتعريف بمجموعات الكتب وتثمينها، من أجل تحفيز
الرواد على إستعمالها والإطلاع عليها[35]. كما
يبرز دورها وأثرها في الجانب الثقافي في التعريف بالمؤلفين وأعمالهم ومؤلفاتهم،
وتثمين المجموعات، وفي الجانب الإجتماعي تعتبر النشاطات بمثابة أماكن أو مناسبات
للقاء والتعارف، النقاش، تبادل الثقافات والمهارات، والتعدد الثقافي مع مختلف
طبقات أو مستويات المجتمع، أما في الجانب الأدبي أو الفني والإبداعي فتمكن النشاطات
الثقافية من إكتشاف المواهب في الشعر، والتأليف أو النشر الفردي[36]،
كذلك من بين أهم الآثار الإيجابية التي تخلفها النشاطات الثقافية أنها تجعل الأشخاص يكتشفون المكتبة خاصة بالنسبة للذين لم يسبق
لهم زيارتها أو الإشتراك فيها[37]، أو كسب
وفاء المستعملين، وجذب جمهور جديد، كل هذا يؤدي إلى إعطاء صورة ديناميكية وحيوية
عن المكتبة، وأخذ مكانة مرموقة وحيوية وسط محيطها، والتموقع ما بين المؤسسات
والسلطات الوصية وتحسين صورتها أمام المنتخبين [38] والسلطات
المحلية.
خاتمة:
أردنا من خلال هذا المقال التعريف بأهمية
التنشيط الثقافي وإبراز الدور المهم للمكتبي في تفعيله ونجاحه، فمن خلال تجربتنا
في العمل في إحدى المكتبات العامة، وبحكم زيارتنا للعديد من المكتبات الأخرى، ولو
أن الأمر لا يخفى على الجميع، لاحظنا غياب تام وكلي للتنشيط الثقافي في الكثير من
المكتبات، يعود سبب ذلك إلى الظروف القاهرة التي تعيشها العديد من المكتبات نظرا لضعف
الإمكانيات وقلة الإهتمام،كذلك يعود السبب حسب تجربتنا إلى عدم إهتمام المكتبيين
بمثل هكذا فعاليات، أو لعدم تمتعهم بالسلطات والصلاحيات الكافية لتنظيمها والإشراف
عليها، ولو أن حركية التنشيط الثقافي في الجزائر بدأت تعرف القليل من الحيوية في
السنوات القليلة الماضية بعد إنشاء المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية
وملحقاتها، وبعض التظاهرات الثقافية المشجعة على القراءة مثل مهرجان القراءة في
إحتفال، وهذا أمر جد مشجع، إرتأينا دعم ذلك بذكر المهارات والصفات الواجب على
المكتبي التحلي بها لإنجاح التنشيط الثقافي وضمان إستمراريته وجذب أكبر عدد ممكن
من الفئات المستهدفة، لأن التنشيط الثقافي يعتبر من أصعب الخدمات التي يمكن
للمكتبة العامة أن تقدمها، فنتائجه غير ظاهرة للعيان، ويحتاج لسنوات لمعرفة الأثر
الذي قد يحققه، لذلك يعتبر التخطيط الاستراتيجي وبعد النظر من بين أهم المهارات
والتقنيات الواجب على المكتبي التقيد بها إذا ما أراد تحقيق أهداف المكتبة، وقد
عرفنا أن ذلك سوف يكون له إنعكاس كبير وأثر عميق على العديد من المستويات، سواء
المكتبة، الأفراد، أو حتى المجتمع.
[1] شاهين، شريف كمال. إدارة
المكتبات الجامعية بفكر الاقتصاد القائم على المعرفة: مكتبة جامعة القاهرة نموذجا.
المجلة المغاربية للتوثيق، 2011، ع.20. ص. 41-77
[2] UNESCO.
Manifeste de l’UNESCO sur la bibliothèque publique [en ligne]. Disponible
sur : <http://www.unesco.org/webworld/libraries/manifestos/libraman_fr.html>. (Consulté
le 02/07/2012)
[3] Dailleau, Sylviane. L'animation pour adultes dans les
bibliothèques publiques québécoises : tendances dans la région de Montréal.
[en ligne] Mémoire d’étude en bibliothéconomie: Montréal : université de
Montréal Ecole de bibliothéconomie et des sciences de l'information, 1994,118
p. Format PDF. disponible sur: <http://www.enssib.fr/bibliotheque-numerique/documents/62894-l-animation-pour-adultes-dans-les-bibliotheques-publiques-quebecoises-tendances-dans-la-region-de-montreal.pdf. > (Consulté le : 27/09/2016)
[4] Fédération international des associations de bibliothèques et de l’information.
Recommandations pour l'accueil des adolescents dans les bibliothèques publiques [en ligne]. Rapports professionnels de l'IFLA, 1996, 18p. Format
PDF. Disponible sur :< http://www.ifla.org/files/assets/libraries-for-children-and-ya/publications/ya-guidelines2-fr.pdf> (Consulté le : 27/09/2016)
[5] Dailleau,
Sylviane. Op. Cit
[6] Ibid.
[7] Guillon, Jean-Michel. Animations en bibliothèque. TAKAM TIKO
[en ligne]. 2000, n°8, p.108-113. Disponible sur :<http://lajoieparleslivres.bnf.fr/simclient/consultation/binaries/stream.asp?INSTANCE=JOIE&EIDMPA=PUBLICATION_5519> (Consulté le : 27/09/2016)
[8] JULLIEN,
Odile. Les Ateliers d’écriture.
BBF [en ligne].1995, n°5.Disponible sur : < http://bbf.enssib.fr/> (Consulté
le 10/06/2012)
[9] شباحي،
مهدي. واقع مكتبات السجون في الجزائر ومدى توافقها مع إرشادات الافلا IFLA: إستقصاء
ميداني لأربع مكتبات بمؤسسات إعادة التربية والتأهيل. رسالة ماجستير: علم المكتبات والتوثيق. الجزائر: جامعة الجزائر 2، 2013،
389 ص.
[10] ماضي، وديعة.
دور إختصاصي المعلومات في إدارة المعرفة داخل المكتبات الجامعية: مكتبات جامعة
منتوري قسنطينة-نموذجا. رسالة
ماجستير: علم المكتبات. قسنطينة: جامعة منتوري، 2009
[11] صوفي، عبد اللطيف. فن القراءة: أهميتها،
مستوياتها، مهاراتها، أنواعها. الجزائر: دار الوعي للنشر والتوزيع، 2009،
ص.111- 112
[12] Peotta, marine. Action culturelle en bibliothèque et participation
des populations. Mémoire d’étude : Science de l’information et des
bibliothèques. Lyon : ENSSIB, 2014.Disponible sur :< http://www.enssib.fr/bibliotheque-numerique/documents/65022-action-culturelle-en-bibliotheque-et-participation-des-populations.pdf > ( Consulté
le 12/11/2016)
[16] أنظر : البيان العام حول المكتبات العامة: UNESCO. Manifeste de l’UNESCO sur la
bibliothèque publique، المرجع
السابق
[17] وزارة الثقافة. مرسوم تنفيذي رقم 12-234 مؤرخ في 3
رجب عام 1433 الموافق 24 مايو سنة 2012، يحدد القانون الأساسي للمكتبات الرئيسية
للمطالعة العمومية. [على الخط]. الجريدة الرسمية،ع.34، 3 ماي 2012، متاح في: <http://www.joradp.dz/FTP/JO-ARABE/2012/A2012034.pdf> (إطلع عليه يوم
23/02/2017)
[21] Guillon,
Jean-Michel. Op. Cit
[22] الزاحي،
سمية. المكتبات العامة في الجزائر: بين النظريات العلمية ومعطيات الواقع
المكتبات العامة البلدية لولاية سكيكدة نموذجا. رسالة ماجستير: علم المكتبات. قسنطينة : جامعة منتوري،
2006
[23] بومعزة، سهيلة. دور اليقظة في تنمية المؤسسة
الاقتصادية: دراسة حالة مؤسسة إتصالات الجزائر-موبيليز. رسالة ماجستير: العلوم
الاقتصادية: قسنطينة : جامعة منتوري، 2009
[25] L'action
culturelle en bibliothèque-Intervention du 16 février 2016-Mediadoc.
Disponible sur : < http://www.abf.asso.fr/fichiers/file/Midi-Pyrenees/cours/160216_actionculturelle_Araguas.pdf > (Consulté
le 27/09/2016)
[26] L'action
culturelle en bibliothèque. Op. Cit
[27] Jacquet, Amandine. Médiathèque départementale de la Drôme (France)
[en ligne]. 1er congrès de l'AIFBD, à Montréal du 3 au 6 août 2008. Disponible
sur : < http://adbdp.web03.b2f-concept.net/IMG/pdf_Evaluerlactiviteenbibliotheque.pdf> (Consulté le: 27/09/2016)
[30] L'action
culturelle en bibliothèque. Op. Cit
[31] Parent, Yves. Des animations dans une bibliothèque pour quoi faire
?. Les actes de lecture [en ligne]. 1983, n°3. Disponible sur: < http://www.lecture.org/revues_livres/actes_lectures/AL/AL03/AL03P106.pdf> (Consulté le: 27/09/2016)
[32] L'action
culturelle en bibliothèque. Op. Cit
[33] Guillon,
Jean-Michel. Op. Cit
[34] أبو عيد، عماد محمود. المكتبات العامة في الأماكن العامة: نموذج
لتلبية إحتياجات المجتمع من الخدمة المكتبيةQscience connect: a Quatar foundation academic journal [على الخط]. 2016، ع.8، متاح في : <http://www.qscience.com/doi/pdf/10.5339/connect.2016.slaagc.8> (إطلع عليه يوم 28/09/2016)
[36] L'action
culturelle en bibliothèque. Op. Cit
Commentaires
Enregistrer un commentaire